الاثنين، 19 نوفمبر 2012

صباح بلا إشراق

كان صباحا بلا إشراق لعائلات الضحايا ولحظة إختبار لشريحة من بعض ما يسمون بالنخبة تفوق بعضهم فسموهم لم يقبل أن يقف عند حاجز النجاح وحسب ،، بينما كان جرس إنذار لأول نظام أتى بإرادة شعبية في مصر الثورة فهل كان عند مستوى التوقعات ؟!!!
حادثة قطار أسيوط لم تدمي فقط قلوب أهالي المفقودين أو تُصدم شريحة كبيرة من الشعب المتعاطف الطيب بل كانت زلزالا مدويا وصل إلى حد التعقيب والعزاء من رؤساء وملوك دول شقيقة !!
إذا ماذا تغير فمسلسل حوادث القطارات مستمر والبنى التحتية لم تتغير في اتجاه التنمية والنهضة ولو حتى على الورق كخطط تتم دراستها فهل الإخوان فعلا ليس لديهم برنامج واقعي يستطيع الرئيس تنفيذه وهل ظل الإخوان معارضون 80 عاما يطالبون بإشراكهم للحكم حتى إذا ما وصلوا إليه أدركوا أنه فرق ما بين السماء والأرض أن تكون مشاركا في الحكم وأن تكون الحاكم الفعلي ، هل كان برنامج الرئيس الدكتور / محمد مرسي الإنتخابي أثناء حملته الرئاسية علميا أم أنه مجرد كلام نظري كما بررت القوى والأحزاب الإسلامية دعمها للدكتور /عبدالمنعم أبوالفتوح التي تكاد تكون دعمته جميعا إذا ما استثنينا جماعة الإخوان المسلمين الفصيل الإسلامي الوحيد الذي لم يرض عنه يوما بل كان محاربا له في بعض الأوقات ،، هل ،، وهل ،،، وهل ؟؟ كثيرة هيا الأسئلة التي طرحتها حادثة قطار أسيوط ، ،
قد يكون في استطاعتي البوح عن وجهة نظري فيما حدث حرصا معي على تقديم شهادة أراها من وجهة نظري محايدة إرضاءا لضميري وحرصا على مصر الذي لن نجني من دق الطبول على رأسها إلا المرض بنا جميعا ..
إن شوارع مصر وسسك حديدها التي تحولت إلى سيناريوا _ الموت على الطرق _ لهيَ امتداد لفساد المخلوع الذي دمر البنى التحتية بجشعه ونهبه حتى لأموال المساعدات والتبرعات وبرجال نظامه الذين استثمروا في كل ما قد يغطي نفوسهم الخاوية حتى وصل ذالك في بعض الأحيان إلى الإستثمار في سرقة أعضاء الإنسان المصري وتركه يعاني صحيا أو حتى يموت بسبب ذالك !1
الأمر الذي جعل من الحتمي تفجر ثورة يناير المباركة والتف الشعب حول مطلب واحد " ارحل امشي ولا إنت ما بتفهمشي " صابروا ورابطوا في الميدان يتحدون بصدورهم الجبارة طلقات الرصاص وبرؤسهم الشابة عجلات الدبابات وسيارات الشرطة ، تهاوت أمامهم كل مخططات النظام العجوز في صدهم عن طموهم المشروع ،
تهاوى النظام وأصبح وقت خروجه على المعاش ولكن ليرتاح في السجن !!
فشلت كل المحاولات لإستعادة الحكم عن طريق رجل مبارك المخلص محمد حسين طنطاوي الذي تفنن في محاولة بث الفوضى وضرب أطياف المجتمع ببعضه عن طريق الإستفتاء تارة ومعارك شوارع بين بلطجية مأجورين بلبس الجيش وأهالي شهداء الثورة والمتضامنين معهم تارة أخرى لكن مصيره ومصير خططه آلت إلى ما آل إليه مُعلمه ،،
خرج الشعب من عنق الزجاجة وتولى أول رئيس مصري منتخب بإرادة شعبية الحكم وأقسم اليمين في ميدان الكرامة والصمود _ ميدان التحرير _ بصدر مفتوح جمع بين عشق للشعب الأبي وتحدٍ لكل متربص ،،
وبدأ الشعب يداوي آلامه ويستجمع كبرياءه ويبحث عن حضارته المفقودة في منتظرا قرارات الرئيس رُفعت المعنويات حتى وصلت عنان السماء بعد الإطاحة بطنطاوي وشريكه سامي عنان ، وظننا أن القرارات ستتوالى محدثة تغييرات ملموسة في الفساد المستشري والقانون الذي سيساوي بين المجتمع بفئاته ومرتب يليق بمعاناة الطبيب وحياة كريمة تعف المدرس عن اللجوء للدروس الخصوصية وجودة للتعليم يحصد الطالب ثمرته وكان القرار الثوري الوحيد مخيب للآمال : حجب المواقع الإباحية التي أنفقت كلفتها من قبل أن تحجب هذا إن كانت حُجبت !!
هذا الوضع استدعى وجود معارضة تحاول معالجة الأمور وتستطيع إن صدقت وتعكس صورة البلد للرئيس ليراها بزواياها جميعا ،، وقد نجح بعضهم في ذالك والآخرون زادوا من تردي الأوضاع سوءا ولم يتقدموا بخطوة إصلاح واحدة واحتفظوا بجدارة بقزميتهم ،،

فهل سيعيد الشعب ترتيب أوراقه ويغير مسار الأمور من جديد ، أم يسعفنا الرئيس أو أحد مستشاريه أو حتى الجماعة والحزب الذي ترشح بإسمهما في الإنتخابات بالإجابة وتوضيح حقيقة ما حدث ويحدث ؟!!
أم يتكرم علينا أحد النخب الوطنية بتحليل ما يجري حسب المعطيات الصحيحة والروايات الصادقة دون أن ينطلق ذالك من عداء غير مقبول مع جماعة الإخوان المسلمين فهم شركائنا في الوطن نصوب خطأهم  ونقوم إعوجاجهم لنظهر بصورة لائقة يحترمنا فيها العالم كما في ثورة يناير المباركة

أم يقوم الشباب مرة أخرى بأمر غير جديد على العالم ، ولكن هذه المرة بوضع رُشدة عاجلة تنقذ ما يمكن إنقاذه ؟!!


 إيمان مسعود